
حوار مع الزعفرانة _إيه اللي عملتيه ده يا زعفرانة يا لئيمة؟
=يعني الحق عليا؟
_حق في عينك؛ أسافر كام يوم وأرجع ملاقيش عفش الشقة؟
=ده كلام برضُه؟ ما العفش قدامك أهو!
_بس ده مُش العفش بتاعي؟
=ما أنا قُلت أجدد، من يوم ما جيت هنا والحاجات دي متغيَّرتش.
_هي إيه اللي متغيَّرتش؛ هي شرابات؟!
=مُش عارفة إيه لزمة العصبية دي.
_متعصَّب عشان سيبتك كام يوم؛ ورجعت لقيت عفش تاني وغريب؛ ومش فاهم هو عبارة عن إيه بصراحة.
=غريب إزاي بس!
_شكله غريب وكل حاجة فيه مش مفهومة؛ وبعدين إيه الترابيزة أم رجل واحدة دي!
=ماهو أنت اللي جيت بدري؛ لو كنت جيت في ميعادك بعد كام يوم كنت هتلاقيها بأربع رجول عادي.
_وده هيحصل إزاي يا زعفرانة يا لئيمة؟
=هي أصلًا كانت جاية من غير رجلين خالص، في رجل طلعت ولسَّه الباقي.
_ده اللي هو إزاي يعني؟
=طبيعة الخشب كده؛ شُفت.. الرِّجل التانية طلعت أهي؛ ما هو لو بس تطوِّل بالك شوية.
_بلاش حركاتك القرعة دي يا زعفرانة، لو خافية رجلين الترابيزة اظهريها عشان محتاجها.
=دي مش حركات.. الخشب هو اللي كده.
_أنا مش فاهم خشب إيه ده؛ وبعدين دلوقت أنا محتاج الترابيزة؛ أستخدمها إزاي وهي بجوز رجلين ومايلة على جنبها؛ أركِّب لها عكاز الناحية التانية!
=لأ متحيَّرش نفسك؛ نزِّلني بس وأنا هحل المشكلة.
_لأ مش هتنزلي يا زعفرانة.
=يعني هتفضل معلَّقني من ديلي كده في السقف؟
_لحد ما أعرف العفش بتاعي راح فين، وإيه العفش الغريب ده.
=نزّلني وأنا هقف أمسك الترابيزة من الناحية اللي مفيهاش رجلين لحد ما تخلص اللي وراك، وكلها شوية وباقي رجليها هتكون طلعت.
_وأقعد أشتغل إزاي وأنتي في خلقتي.
=مالها خلقتي يعني!
_أنتي عفريتة يا زعفرانة، ما هو أنتي لو طلع لك عفريت قبل كده كنتي عرفتي أقصد إيه.
=عندك حق؛ مفيش عفريت بيطلع لعفريت.
_شُفتي بقى؟
=طبعًا فاهمة وعارفة إن مينفعش يطلع لي عفريت؛ بس أنا طلع لي إنسان.
_إزاي ده؛ هو مين بيطلع لمين؟ أنتي هتلعبي في قوانين الطبيعة يا زعفرانة؟
=لأ طبعًا أنا بتكلم بجد.
_ويا ترى مين بقى تعيس الحظ اللي طلع لِك؟
=أنت.
_لمّي لسانك يا زعفرانة وإلا هعبُطك وأنتي متعلَّقة كده.
=زي ما رُشدي أباظة عمل مع سعاد حسني في فيلم صغيرة على الحب.
-أنتي كمان بتتفرجي على أفلام غرامية، أنتي شُفتي الفيلم ده فين؟
=على روتانا سينما.
-أيون فين يعني؟
=على الشاشة دي، هشوفه فين يعني!
-كذابة في أصل وشِّك يا زعفرانة لأني شايل طبق الدِّش من السطوح.
=لأ ما أنا اتصرَّفت وركّبت السلك في الطبق اللي جنبه، أصل الكامة بتاعته طلعت بفتحتين.
-دَه أنا اللي هعمل لِك فتحتين في دماغك؛ بتسرقي إشارة من الجيران؟
=أعمل إيه يعني ما أنا حسّيت بملل، وعارفاك فاصل التلفزيون قُلت أتصرَّف.
-طيّب بطلي رغي وشوفي حَل في الترابيزة دي.
=شُفت؛ أهي الرِّجل التالتة طلعت أهي.
_وحياة الحاج حبهان! هو أنتي هتنقّطيني برجلين الترابيزة! يعني آخد ديلك أحنَّطه وأعمله رِجل رابعة ولا إيه؟
=اصبُر شوية كمان وهي هتكمل.
_كان لازم يعني التجديد والهبل ده! مين اللي شار عليكي بالفكرة الهباب دي؟
=محدّش شار عليا.. أنا سمعت الست لطفات جارتنا بتتكلم مع شكري جوزها.
_الله! تاني السِّت لطفات؛ مش هيخرب عليكي ويخلّيني أمشّيكي من هنا غيرها؛ هي السِّت لطفات بتاعتك دي طالعالي في البخت؟
=لا بخت ولا يخت؛ كل الحكاية إني سمعتها بتتخانق مع جوزها؛ وبتقول له: إن العَفش قديم ومتغيَّرش من ساعة ما اتجوزوا، وطلبِت منُّه يغيّره.
_برضه إيه علاقة كلامهم بعفش شقتي؟!
=ما أنا جيَّالك في الكلام؛ هو بقى رد عليها وقال لها إن العفش اتفسَّخ من كُتر ما هي بتحرَّكه من مكانه، وإنها كل شهر بتغيَّر نظام الشقة وده اللي بوَّظ عفشهم.
_انجزي يا زعفرانة؛ عايزة تقولي إيه؟
=الخلاصة إن شُكري جارنا قال إن الست لطفات مراته مينفعش معاها غير عَفش بعَجَل عشان تنقله من مكان لمكان من غير فَك وتركيب ودوشة، طبعًا كان بيتنمّر عليها، بس ده جاب في دماغي فكرة؛ قُلت بقى جايز تطق في دماغك وتحب تغيّر نظام الشقة، والعفش يتفسَّخ من الحركة؛ قُلت أغيّره وأجيب لك عفش سهل الحركة.
_تقومي تجيبي لي عفش متفسَّخ جاهز!
=ده عفش من خشب الزان العفاريتي.
_إيه العبط اللي أنتي بتقوليه ده يا زفتة أنتي؟
=مُش عبط ولا حاجة؛ ما إحنا عندنا خشب زان زي عندكم، بس عفاريتي بقى.. خشبة تقيلة وتتحمّل.
_تقيلة وتتحمّل؟ أنتي ليه محسِّساني إني واقف في ورشة موبيليا في دمياط!
=دول لو وصل لهم خشب الزان العفاريتي الخشب اللي عندكم حاله هيقف، وبورصة الخشب هتقع.
_سيبك من بورصة الخشب وبورصة الدواجن؛ مش هتعرفي تاكليني في الكلام، أنتي قُلتي الخشب ده من عندنا؛ وأنا من ساعة ما شُفت الترابيزة اللي رجليها بتطلع فجأة دي وأنا شامم ريحة الحاج حبهان في الموضوع.
=لأ أبويا معندوش خبر بالموضوع ده؛ أنا رُحت إيكيا وجبت العفش ده من وراه.
_وهي إيكيا بقت بتبيع العبط ده؟
=لأ دي أيكيا اللي عندنا.
_أنتوا عندكم إيكيا يا زعفرانة؟
=طبعًا؛ بس عندنا بقى العفش من خشب الزان العفاريتي؛ مش الخشب الأبيض والحُبيبي بتاعكم!
_سيبك من المقارنات دي؛ أنتي تقصدي إن العفش ده من القبيلة عندكم فعلًا؟
=طبعًا؛ أرخَص وأوفر وسهل الحركة ويعيش، لا سوسة بتمشي فيه ولا لونه بيغيّر ولا بيتمدد بالبرودة وبينكمش بالحرارة زي الخشب بتاعكم.
_يخربيت الرغي بتاعك؛ يعني دلوقت بقى عندي في الشقة عفريتة وعفش معفرت.
=بَس هيريَّحك.
_إزاي بقى يا لئيمة.
=يعني جرَّب كده تغيّر مكان كنبة؛ هتلاقيها راحت من نفسها مكان ما أنت عايز.
_وماله؛ ما هي الحكاية ناقصة، عشان أبقى قاعد على الكنبة في الصالة، أتفاجأ ألاقي نفسي قاعد في المطبخ.. مش كفاية أنتي شوية تنامي على الحيطة جنب الساعة؛ وشوية ألاقيكي طالعة من درج.
=لأ واللي متعرفوش إني نمت في النيش من وراك وأنت برَّه.
_صحيح يا زعفرانة؛ فين النيش أنا مُش لاقيه.
=ما هو نسيت أقول لك؛ أصل إحنا معندناش نيش في العالم بتاعنا؛ بس متقلقش؛ جِبت لك مكانه شيفونيرة.
_يعني معندكوش نيش وعندكم شيفونيرة؟
=طبعًا الشيفونيرة دي تراث؛ موجودة في العوالم كلها.
_ودي هعمل بيها إيه بقى؟
=يعني كنت بتعمل إيه بالنيش ماهو كان فاضي، بقول لك نمت فيه وأنت مش موجود وفردت ديلي كمان.
_يعني ضيَّعتي العفش والنيش؛ أنا مش عارف ربنا هيريَّحني منك إمتى.
=أنت لو تعرف فايدة العفش ده هتشكرني.
_شكلي هخنقك وأخلص منك مُش هشكُرك.
=أنت متعرفش إن العفش ده ممكن ينقذ حياتك؛ حتى ممكن أجيب لَك زرقاء الحمامة تسألها.
_اسمها زرقاء اليمامة؛ وبعدين دي ماتت من عصور يا زفتة، إيه علاقتها بالموضوع بتاعنا؟!
=لأ.. زرقاء اليمامة دي عندكم؛ لكن في عالمنا اسمها زرقاء الحمامة؛ ولسّه عايشة ربنا يعطيها الصحة ويطوّل في عمرها.. في مرَّة بيتها ولع وهي نايمة، السرير طلع يجري بيها من البيت وأنقذ حياتها من النار.
_يا سلام!
=زي ما بقول لَك كده، يعني لو حصل حريقة في الشقة وأنت نايم لا قدَّر الله السرير هيطلع يجري بيك وينقذك.
_إلهي حريقة تمسك في ديلك يا بعيدة.. هو أنتي كمان غيّرتي السرير يا زعفرانة؟
=لَك حق؛ ما هو أنت لسَّه ما دخلتش الأوضة؛ بقول لَك غيَّرت عفش الشقة كله.
_السرير ده عامل ليه كده يا زفتة! وبعدين سريري كان بخزنة، ده بأربع رجول؟
=شُفت بقى الرجول كلها كاملة أهي؛ مُش زي الترابيزة.
_هو أنا بشتري فراح! رجول إيه اللي كاملة؛ وبعدين خشب الرجلين على شكل رجلين حصان ليه؟
=ده مش خشب على فكرة؛ دي رجلين نَعجيج متحنَّطة.
_والله!
=أومال فاكر السرير طلع يجري بزرقاء الحمامة إزاي، رجلين نَعجيج عشان لو حصل حريقة رجلين النَّعجيج تاخد السرير وتجري بيك.. نزِّلني بقى من السقف ديلي اتنَحل.
_لما تشوفي حلمة ودنك يا زعفرانة.
=يبقى كده مش هنزل لأن العفاريت معندهومش حلمة ودن.
_كويس إنك عارفة كده؛ وخلي لسانك اللي أطول من ديلك ده يهدا شوية بقى.
=أنت معلقني من ديلي راسي تحت ورجلي فوق على فكرة.
_واخد بالي؛ أنا اللي معلَّقك وعارف معلَّقك إزاي.
=بس أنا كده شيفاك بالمقلوب.
_وهسيبك كده لحد ما نظرك يروح ومتشوفيش خالص.
=أنت كارهني للدرجادي!
_كارهك بس؟ ده لولا إني محتاجك في الشغل ومش عايز أشيل ذنبك؛ كنت حطيت راكية الفحم اللي والعة دي تحتك وأنتي متعلَّقة وشويتك أو عملت منك شاورما.
=سوري؟
_أنتي كمان عرفتي الشاورما السوري؟ أوعي تكوني بتروحي تشتري من ورايا.
=لأ محصلش؛ بس كنت بسمع الست لطفات جارتنا بتقول لشكري جوزها من الشباك يجيب لها شاورما سوري وهو راجع.
_هي الست لطفات دي ورايا ورايا؟ أقول لك حاجة، أنا هعزِّل عشان أرتاح منك ومنها.
=مش هتحتاج عربيات ولا عُمّال في النقل على فكرة.
_ليه يعني؟
=أصل العفش اللي جبتهولك ده هيتنقل لوحده على المكان اللي هتنقل فيه.. ما تنزّلني بقى.
_هنزِّلك بشرط يا زعفرانة يا لئيمة؛ العفش العفاريتي ده يخرج من هنا؛ وعفش الشقة يرجع.
=طيّب استنى أقرأ العقد وأشوف.
_عقد إيه اللي عاوزة تقرأيه؟
=العقد اللي أنا اشتريت بيه العفش؛ ولا فاكر الحكاية عندنا سداح مداح كده، كل حاجة بورق، والعقد في درج الشيفونيرة.
_إلهي تولعي أنتي والشيفونيرة في ليلة واحدة.. الدرج مبيفتحش يا زفتة.
=ما أنت بتشدّه بإيدك لبرَّه هيتفتح إزاي.
_وهي الإدراج بتتفتح إزاي يا جهبز، ما هي بتتشد لبرَّه.
=لأ عفشنا حاجة تانية، خبط على الدرج ٣ مرات هيفتح.
_هو إيه اللي أخبَّط عليه ٣ مرّات، هستأذن الدرج يعني ولا الحاج حبهان بيستحمى جوَّه!
=هو النظام كده.
_ماشي؛ العقد أهو اقرأي وخلَّصيني.
=”شفع عيب دقع”.
_ما تقرأي كويس يا زفتة؛ عقد بيع عفش.
=بلاش ضرب طيب؛ ما أنت معلَّقني بالمقلوب وشايفة الكلام معكوس أعمل إيه يعني؟
_خلاص انزلي؛ العقد أهو خلصيني.
=أيون كده؛ إلهي ربنا يسترك.
_خلصيني أنتي هتشحتي! المشكلة دي تحليها في ربع ساعة.
=حاضر خلاص، العقد فيه بند استرجاع أهو الحمد لله.
_شاطرة يا زعفرانة.
***
=عفشك أهو؛ الراجل في إيكيا عندنا بهدلني ومكانش عايز يرجَّعه، بس أنا قُلت له لأ، بيني وبينك عقد.
_ماشي يا زعفرانة؛ ومتتصرّفيش في حاجة وأنا غايب تاني، عشان المرّة الجاية هنفخك.
=هو أنا بالونة.
_لأ.. بس وعد منّي المرّة الجاية لو اتكرَّرت الحكاية دي هقلِبك بالونة وأنفخك.
=لأ خلاص حرَّمت، مش عاوزة أتعلَّق من ديلي في السقف تاني.
_أنتي بتشتغليني يا زعفرانة؟ فين النيش؟!
=ما أنا هقول لَك.
_قولي يا زعفرانة.
=ما أنا قُلت لك إن مفيش عندنا نيش؛ عشان كده لما سلِّمت عفشك في إيكيا عندنا عشان آخد عفش مكانه وأدفع قيمة الفرق بخور؛ الراجل بَص للنيش كده وقال لي إيه الصندوق الغريب ده.
_صندوق أه، وبعدين؟
=قُلت له ده اسمه نيش؛ وفهِّمته بقى.
_أيون.. وهو فين بقى الصندوق الغريب.. أقصد النيش.
=ما هو لما رُحت أرجَّع العفش العفاريتي بتاعنا وأجيب عفشك؛ اتفاجئت إن الراجل اتخلَّص منه وقال مالوش لازمة عنده وواخد مكان في الفاضي؛ بس موقفتش ساكتة؛ أنا أخدت الشيفونيرة مكانه تخليص حق.
_يعني ضيَّعتي النيش ودبّستيني في الشيفونيرة؟
=أيون، ووفرت خمسين جرام بخور كمان.
_كويس.
***
=أرفع الكوباية بقى؛ ما أنا جِبت لك العفش.
_بس ضيَّعتي النيش يا زعفرانة.
=ما أنت عندك الشيفونيرة مكانه؛ ودّيها لأي نجار موبيليا يستعدِلها ويعملها نيش.
_يستعدِلها؛ ده أنا اللي هستعدِلك إن شاء الله.
=طيّب طلعني ووعد هرجّع النيش، هقلب عليه الدنيا عندنا وهيكون عندك في خمس دقايق.
_ما كان من الأول يا زعفرانة يا لئيمة.
=على فكرة بقى لو مبطَّلتش تقول لي يا لئيمة هسيبك وأمشي؛ وابقى شوف هتعمل إيه لما مكاني يفضى.
_عادي؛ هحُط الشيفونيرة اللي أنتي جبتيها دي مكانك، أصلًا فيكم شبه من بعض.
=يعني مش فارق معاك؟
_لأ مش فارق؛ وبطلي رغي بقى والنيش يكون قدامي خلال خمس دقايق.
=حاضر.. بس طلَّعني.
_ماشي.
=النيش أهو وفي مكانه، والشيفونيرة اللي مضيقاك رجعت.
_ما النيش موجود أهو أومال مجاش مع العفش من الأول ليه، أنتي بتسمسري النيش من ورايا يا زعفرانة!
=لأ محصلش أنا لقيته وجيبته، أنا بسمسر البخور بس.
_كمان بتسمسري بخور، ماشي نبقى نشوف الحكاية دي بعدين.
=هو لسّه في بعدين؟
_وهو أنا بقى ورايا غيرك يا زعفرانة يا لئيمة؟
=ماشي؛ بس بقول لَك إيه، أوعى تكون بتحكي عن اللي بيحصل للمتابعين بتوعك؛ وتكون بتجيب سيرة خناقاتنا والكوباية المقلوبة وديلي اللي بتعلّق منه، العفاريت مالهاش في السوشيال ميديا ومش قادرة أعرف بتحكي حاجة ولا لأ.
_لأ اطّمني يا زعفرانة، أنتي تعرفي عني حاجة زي دي؟
=أنا بتأكد بس؛ متنشرش غسيلنا قدام الناس.
_حاضر يا زعفرانة يا لئيمة متخافيش، محدّش يعرف حاجة.
***
تمت.